ملخص كتاب لا تكن لطيفا أكثر من اللازم
سنقدم في مقال اليوم ملخصا لكتاب مهم وهو: ملخص كتاب لا تكن لطيفا أكثر من اللازم، كتاب يريك كيف تتعامل مع الناس بكل أريحية.
كثيرون في هذا العالم يحرصون على أن يكونوا لطفاء جدا حتى لا يؤذوا الآخرين، وإلا تشوه صورتهم أمامهم، كما أنهم يعملون جاهدا على ان يكونوا داخل مقاسات المجتمع الذي نشأوا فيه، دون أن تكون لهم الإمكانية لقول لا أو للتمرد على بعض الأشياء التي تحتاح الرفض أو الإدانة، هذا هو اللطف في تصور الكثير من الناس، لطف مرادف للضعف والهشاشة النفسية والإرضاء والتوسل.
ملخص كتاب لا تكن لطيفا أكثر من اللازم |
في حين أن اللطف الحقيقي ليس هو هذا أو ذاك، حينما تحتاج المواقف الى كثير من الحزم والصرامة. اذا كنت من هؤلاء أو جزءا من لطافتهم فهذا الكتاب مخصص لك، لأنه يدفع عنك هذا الجمود والخمول النفسي، ويحرك فيك الإرادة لتفهم معنى اللطافة بشكل آخر لا يستغلك فيه الآخرون، أو تتعرض لإهانتهم أو تتوسل رضاهم بأي حال من الأحوال.
لا تكن لطيفا أكثر من اللازم، بقلم ديوك روبنسون.
لا تنسى زيارة صفحتنا لتحميل كتب مجانية أعددناها في عدة مجالات، الصفحة من هنا.
هل قرات ملخص كتاب لا تكن لطيفا أكثر من اللازم ؟
لعلك تعاني من مشكل اللطافة الزائدة، لهذا اخترنا لك هذا الملخص لتستفيد وأن اعجبك الكتاب احرص على إقتناءه.
الفكرة الأولى: الفكرة النزعة نحو الكمال تشعر الانسان بالنقص، واللطافة ليست هي تحميل الذات ما لا يطاق
الناس في عمومها تنزع نحو الكمال في كل شيء جاهدة أن تبدو في مظهر الكمال المطلق دون أن تراعي شروط الإنسانية وهي القابلية للخطأ والنقص، الإنسان محكوم بالنقص ليس لأنه شرير ولكن لأن طبيعته تحتم عليه ذلك.
لهذا فالظهور بمظهر الكمال مناف لأبسط الشروط الطبيعية التي تحكم عالم الإنسان، وقد يتصور البعض بأن مثل هذا الظهور هو تعامل لطيف يعبر عن إنسانيتنا، فيعمل أشياء دون أن يقع في خطأ، أو يخاف من النقد باعتباره هدما لكل المنجزات، بينما يجب التركيز في نهاية المطاف على العمل لأن الانسان مهما كانت جهوده منصبة على كمال الأعمال فإنه لن يصل بحكم هذه الطبيعة المتأصلة إلا إلى جزء يسير من الكمال النسبي.
إن نجاحنا الحقيقي لا يتمثل في الكمال بل في لحظات الإنجاز والجهد المبذول، وهذا هو ما يشعرنا بالفخر والخصوصية، وحين نتمكن من إنجاز أعمالنا ومهامنا نفرح، ليس لأن مشاريعنا الفكرية أو المهنية اكتملت بل فقط لأننا عملنا ما في وسعنا للإنجاز وهذا هو المطلوب.
كذلك الإنسان حينما تغلب عليه اللطافة المغشوشة يظن أنه ملزم بالقيام بأعمال خارج طاقته وأكبر من قدراته، فتراه يعمل جاهدا لساعات طويلة أو يقوم بأشياء لا يتقنها بغية تحصيل الرضا، وهكذا، فاللطافة المبنية على الإرضاء تسعى بكل جهدها إلى إستنزاف الكائن الإنساني وتفريغه من محتواه الفكري والبدني نتيجة هاته الأخطاء المتراكمة.
ما يجب أن نفهمه هنا هو أن إلزام أنفسنا بما لا يطاق من الأعمال يدمر أنفسنا وجهدنا البدني والفكري، ويعرض ذواتنا إلى الإستهلاك التام والتوتر الزائد والتشتت الذهني واضطرابات النوم والأرق، ونصبح كلاعبي السرك الذين يقذفون بالكرات في الهواء لا حول لنا ولا قوة، أو كمن يبحر بسفينة فيها وزن زائد قد تتعرض للغرق في أي وقت.
اللطافة ليست هي أن نرهق انفسنا، فهذا نوع من السذاجة غير المطلوبة لأن حينما نرهقها فسيكون المصير هو الغضب الداخلي. وعدم الرضا على المنجز الذي لا تحركه الرغبة والمتعة.
الفكرة الثانية: عبر عما تريد بكل أريحية وتجنب أن يستغلك الآخرون بسبب لطافتك والتعبير عن الغضب في حدود مقبولة افضل بكثير من كتمه.
الإنسان اللطيف يسقط في شراك لطفه، فيتحول إلى لقمة سائغة في يد الآخرين الذين يستغلونه بشكل أبشع مما يتصور، ومن الصور القبيحة التي يستغلها البعض في الانسان اللطيف هو تحويله إلى شخصية لا قرار لها، بحيث لا يفعل ولا يقول ما يريد، وهنا يتحول الإنسان إلى آلة ووسيلة للإرضاء يفقد معها الشخص انسانيته بالكامل، حيث يجد حرجا كبيرا في التعبير عما يريد في مختلف الوضعيات والمواقف الإجتماعية.
ومن هنا وجب التمرن على إتقان بعض الخطوات العملية لتفادي الإنزلاق في فخ قول ما يريده الناس، لا ما تريده أنت:
- الإعتراف بخطأ هذا السلوك.
- قرر عدم العودة لهذا الشكل من السلوك.
- استعن بمساعدة الآخرين.
كذلك يتصور الواهمون باللطافة المشوهة بأنهم إذا كبتوا الغضب أو لم يعبروا عنه بشكل من الأشكال فهذا يزيد من حظوظ قبولهم لدى الآخرين، وهذا وهم محض لأن التعبير عن الغضب هو من صميم انسانيتنا، والغضب في نهاية المطاف تفريغ لشحنات سلبية يتعرض لها الإنسان جراء موقف أو سلوك غير مقبول.
وعملية الكبت هذه فيها أضرار جسدية كما فيها أضرار نفسية، فكلما كبت الإنسان غضبه كلما أحس بشعور عصبي يجعله يفقد القدرة على التحكم بأعصابه، كما أنه يتعرض لكل أشكال التعذيب النفسي في حالة الإختلاء بالذات.
اللطفاء مخطئون حينما لا يعبرون عن غضبهم لأن مثاليتهم ونمط تفكيرهم الذي ينزع إلى فكرة الكمال يجعلهم يفكرون في عدم خدش صورتهم أمام الآخرين أكثر من المحافظة على صحتهم البدنية والنفسية، والغريب أن هذا الواقع يجانب الصواب لأن التعبير عن الغضب والصدق فيه يكسبك محاسن أكثر من كتمه في بعض الأحيان، كما انه يحسن من فرص خلق علاقات إجتماعية متينة طابعها الإستدامة.
ندعوك لزيارة صفحتنا التي أعددنا فيها كتب إلكترونية مفيدة من هنا.
الفكرة الثالثة: الغضب الإنفعالي يقلص إمكانية التواصل مع الآخر، والصدق في المعاملة أفضل بكثير من أخلاق النفاق الاجتماعي.
يعاني الأشخاص اللطفاء بشكل مستمر من الإستغلال والتنمر والهجوم بسبب عدم قدرتهم على الرد في غالب الأحيان، لكن هذا يجعل ردات فعلهم في بعض الاحيان قوية سبب الضغط الحاصل على نفسياتهم. او بسبب الشعور الزائد بالاحتقار او الدونية. ولان الانسان كائن غريزي ايضا في بعض جوانبه. فهو خاضع للاندفاع غير المحسوب اذا ما تعرض للهجوم من قبل الاخرين.
هذا الوضع الغريزي والاندفاعي جعل الكاتب ينصح من يعانون منه او يقابلون الاساءات بحدة وقوة الى توخي الحذر اللازم في مثل هذه المواقف الصعبة. ولعل اهم ما نصح به هو التعقل لحظة الانفعال. وان يأخذ الانسان وقتا كافيا يمكنه من حدوث حالة من التوازن والاستقرار النفسي.
كما ينصح بتفهم بعض المواقف والا يأخذها الانسان بمحمل الجد. او ان اصحابها يقصدون ويتعمدون الأذية. هذه الحالة من الهدوء والروية يمكنها ان تجعل الاطراف الاخرى مستعدة للاستماع اليك اكثر. وتفهم دواعي وأسباب غضبك، وربما عدم العودة للسلوك الذي كان أو سيكون مصدرا للغضب.
كذلك مشكلة الانسان اللطيف المزمنة هي انه يسعى جاهدا لان تبقى صورته جميلة لدى الاخرين حتى لو كلفه ذلك الكثير من الخسائر. وهناك مشكلتان تواجهان هذا النوع من البشر. احداهما مواجهة الناس بما فيهم ومصارحتهم بما تريد. والثانية ان تحافظ على هدوئك وصفائك عبر المجاملات والحديث المنمق الخالي من كل صدق.
ويبدو ان هذا النمط في التفكير راجع بالاساس الى ان الانسان اللطيف يقع ضحية صورة موهمة تجعل منه أسيرا للطافة وحب الاخرين. ولو تأمل قليلا لوجد بان الصدق ايضا هو اساس العلاقات الاجتماعية. فالحقيقة مهما كانت خادمة او قوية على القلوب الضعيفة. فانها في نهاية المطاف احسن بكثير من خداع او علاقة مشوهة قائمة على النفاق الاجتماعي.
وهنا يلزم اعادة ترتيب التفكير من جديد ليتصالح الانسان مع ذاته وصورته. ويشكل من جديد علاقة بالاخر اساسها الاحترام وقول الصدق والتعامل باخلاق الحب والاحسان بعيدا عن الوهم الذي تحدثه النفاق أخلاق الإجتماعي، فالعيب ليس في الحقيقة بل في الفكرة التي تقول بأن المجاملة أفضل من الصدق.
الفكرة الرابعة: اللطافة الزائدة نوع من انواع الإدمان، والنصح بشكل مباشر ينفر الإنسان أكثر مما يرغبه
في بعض الحالات يتحول الانسان اللطيف الى طفل يوزع النصائح ذات اليمين وذات الشمال دون مراعاة لابسط شروط النصح. هذا الامر يبدو مزعجا للكثير ممن يحيطون به. على اعتبار ان النصيحة هي سياق يراعي خصوصيات الناس وظروفهم ومكانهم والزمان الموجودين فيه. ولان الانسان اللطيف تحركه في الكثير من الاحيان دوافع ساذجة وبسيطة. فانه لا يقدر مثل هذه الاشياء. مما يخلق نوعا من النفور من سلوكاته او نصائحه. ويصعب سبل الاندماج والتواصل بين وبين اقرب المقربين منه. ولكي يتجنب الانسان هذا النوع من الصدام الاجتماعي. وجب مراعاة مجموعة من الشروط نجملها فيما يلي:
- مراعاة السياق الذي تجدى فيه النصيحة.
- تجنب الاسلوب المباشر والصادم.
- استعمال اسلوب اللين المقرون بالحجة والدليل.
- مراعاة الزمان والمكان.
- تجنب النصح امام الناس.
كذلك يحتاج الانسان اللطيف الى تعامل خاص لان اللطف بفعل التراكم والتربية يتحول الى شكل من اشكال الادمان المزمن لدى اصحابه. وهذا الادمان او الاقبال على هذا الشكل من السلوك البشري يجب أن يراعى في التواصل معه مجموعة من الشروط، كذلك إذا أردنا أن نخرج هؤلاء من هاته الحالة المستعصية ولم نحسن التعامل تكون النتائج مدمرة على المستوى النفسي على اعتبار أن محاولة اخراج الإنسان وإنقاذه من إدمانه بشكل تعسفي تؤدي إلى مزيد من إنغماسه فيه، وهنا بدل أن ننقذ الإنسان نساهم بشكل أكبر في بقائه هناك دون معين أو معيل.
لهذا وجب توخي الحذر الشديد خاصة عند التعامل مع مثل هاته النفسيات المصابة بالهشاشة والضعف، ويفضل بدل ذلك التحدث إليهم بعد ان يكتسبوا الثقة في نفوسهم ، وألا يتم إحراجهم أمام الناس إلى غاية توفر الظروف الملائمة لإقلاعهم عن هذا السلوك الخطير على نفسياتهم.
هل أعجبك ملخص كتاب لا تكن لطيفا أكثر من اللازم، شاركنا بآراءك في التعليقات ولا تنسى قراءة الملخصات التي وضعناها لك في موقعنا.