عقلية الضحية وكيفية التعامل معها والخروج منها
عقلية الضحية وكيفية التعامل معها والخروج منها، مفهوم انتشر كثيرا وارتبط بانتشار الوعي فأصبحت هاته الفئة تشكل
عبئا كبيرا على الشخصيات المتوازنة أو التي تسعى لتغيير وتطوير ذاتها، لهذا يتم البحث من طرفهم عن سبب الدخول في هاته العقلية وكيف يتم الخروج منها وحتى التعامل معها.
عقلية الضحية |
من هي الشخصية الضحية ؟
هو شخص يعتقد دائما إنه ضحية لامور خارجة عن إرادته (كمرض او اشخاص او ظروف...) يلعبه في اللاواعي،
والعقل اللاواعي حافظ البرنامج و يعيده بشكل دائم ، ويصنع منه سيناريو حزين ويندب حظه و يحزن و......، فهو لا يعرف شخصيا لماذا حياته مليئة بالألم والصراعات والمشاكل والأمراض.
الحياة هي انعكاس مافي داخلك، لهذا انتبه فعقلية الضحية شخصية مكتسبة و ليست فطرية ولا وراثية.
لما يكتشف الشخص إنه ضحية و يستطيع أن يخرج من هذا النمط فهذا المطلوب، ولكن في الغالب هاته الشخصية لا تريد أن تخرج من هذا النمط ويستنزف طاقتك عندما تتعامل معه.
دور الضحية في العلاقات
عند التعرض لصدمة نفسية معينة أو خيانة أو قدر معين، أو بلاء و يكون على صاحب عقلية الضحية جزء من المسؤولية فينتج عنده تأنيب الضمير والشعور بالذنب.
حتى يرتاح من هذا التأنيب يقوم برمي المسؤولية كاملة على شخص آخر، و يكرر نفس الأسلوب مرة بعد مرة فتتكون هذه العقلية وتترسخ.
قد يحدث أن اعب هذا الدور وهو طفل ، عند المرض وعند إحساسه بالضعف لأنه يضمن أنه سيكون محور إهتمام الجميع وسيتعاطفون معه و يلبون جميع رغباته، فيتبرمج تلقائيا أنه سيحصل على المكاسب بهذا النوع من السلوك
ليستمر معه إلى أن يكبر.
حتى الكبير إذا تصرف بشخصية الضحية مرة ومرتين وحصل على فوائد وعلى عاطفة، سيعجبه الموضوع و يستمر فيه فتتكون عنده عقلية الضحية، أحيانا الطفل الذي تعرض إلى عنف زائد أو دلال زائد يوقعه في وعي الضحية.
فالعنف الزائد يجعل الطفل خاضعا ومستسلما فلا يحاول أن يدافع عن نفسه، و لا يتحمل مسؤولية نفسه والدلال الزائد تكون شخصية إعتمادية لا تتحمل المسؤولية وتلقي باللوم على شخص آخر.
أحيانا الأهل بدون وعي يضخمون الشخصية الذاتية عند الطفل، على سبيل المثال : هو الوحيد بين إخوانه المطيع و يسمع الكلام و هو اللي يحترمهم، وهو الخجول والرزين وهو اللي يتحمل المسؤولية فهو كنتيجة سيفرح بهاته الصورة.
فيحاول أن لا يخطئ ولا يتهاون عن أي طلب و يضحي حتى لا يفقد هاته النظرة ، لأنها تحقق له نوع من اللذة والتقدير والتميز بين الآخرين ولوعلى حساب طفولته ، ثم يستمر إلى أن يكبر فيكون شخص مضحي و يكون ضحية.
وهو يجذب له أشخاص يمارسون عليه العنف من زوج او أخ أو صديق.....
كيف نعرف إن الشخص يمتلك شخصية ضحية ؟
- عنده لكل مشكلة شماعة ، لا يتحمل المسؤولية دائما (من مرض، الحسد،البلد).
- كثير الشكوى: أنا أعطي ولا أحد يقدر، أنا أقدم ولا أحد يعطيني .... و يكرر لنفس الشخص نفس الشكوى فهو غير مرغوب فيه.
- دائما يشعر بالعجز وقلة الحيلة، وينعت نفسه بنعوت سيئة (غبي ، لا أفهم....) ويفقد ثقته بنفسه.
- لا يسعى لحل المشكلة ( حتى إذا وجد الحلول يعتقد إنها لا تنفع).
- الحديث السلبي مع الذات ( عن نفسه أو الظروف أو الاشخاص....) يؤدي إلى غضب داخلي.
- الإستمتاع بإلقاء اللوم على الآخر ليشعره بالذنب ( لكي يهتم به ).
- يضخم المشاكل والموقف اللي تمر فيه (ما مررت به لم يمر به أحد ولن يتحمله بشر ).
- لا يعرف كيف يفرح حتى إذا فرح يعتقد إنه لا يستمر، و يتشائم و يشعر بالخوف و الوجل.
عقلية الضحية PDF
ماهي الفوائد اللي يجنيها من هذا التعامل؟ طبعا مادام متمسكا بها فقد وجد العديد من الفوائد:
- البراءة و رمي المسؤولية على الآخر.
- الإهتمام و التعاطف من الاخر (فهي شخصية تستمد قيمتها و قوتها من اهتمام الآخرين و ليس من نفسها).
كم من جلاد يعيش دور الضحية
كيف نتعامل مع الشخصية الضحية ؟
يحتاج التعامل مع من لديه عقلية الضحية إلى وعي و حكمة وآلية صحيحة ، نلخصها في النصائح التالية :
- ضع بعين الإعتبار أنهم يتهمونك بعدم فهمهم ومعرفتهم جيدا.
- لا ترمي عليهم أحكاما و نعوتا سلبية.
- أبرز نقاط القوة عندهم وأثني عليها.
- إحترم مشاعرهم.
- إعرض عليهم المساعدة بطريقه غير مباشرة، فعند الشكوى مثلا أجبهم كالتالي : أنا أفهم شعورك جيدا .... مارأيك في تجريب كذا و كذا...أو أقول له ماذا تنوي أن تفعل وهل وجدت الحل الصحيح؟
- لا أتعامل معهم بالفوقية و لا أشعرهم أني أفضل منهم، وأنني المرشد الناصح ولا أكلمهم بالمنطق بل أكلمهم بالحب و الإحتواء والخوف عليهم.
- اذا لم تفد كل النصائح السابقة فضع بلوك ذهني و لا تقع تحت سيطرته.
الزوجة التي تلعب دور الضحية
أنت شخصية محطمة من الآخر و لكي تتجنبي هذا الألم الداخلي اتبعي مايلي :
- إعترفي إنك في وعي الضحية.
- توقفي تماماً عن الشكوى إلا لمختص وبغرض ايجاد الحلول.
- إلغي من دماغك الكلمات السلبية ( تعبانة ،لا أستطيع ، لا أفهم ، الدنيا ضدي.....)، بل قولي (الله يسهل الأمور ، الله موجود ، الله يحبنا ، الله ما خلقنا ليعذبنا....).
- تحملي مسؤولية نفسك وإعترفي بينك و بين نفسك.
- ننظر إلى المارد بداخلنا ( قوة داخلية) نستطيع تغيير الأمور التي تمر علينا.
- نحن لسنا ضدك بل نحن معك لكي تعدلي شخصيتك.
في الأخير نتمنى أن يكون مقالنا حول عقلية الضحية وكيفية التعامل معها والخروج منها ، قد نال إعجابكم وقدم لكم بعض الحلول العملية للتعامل مع هكذا عقلية.