recent
أخبار ساخنة

ملخص كتاب التربية الذكية / دورة التربية الذكية

 


ملخص كتاب التربية الذكية smart discipline

 

في مقال  اليوم سنقدم لكم ملخص لأهم أفكار كتاب smart discipline ( التربية الذكية)، فهو يطرح حلولًا عملية فعالة لتعديل سلوك الأبناء واخراج أفضل ما فيهم، الكتاب مترجم باللغة العربية والترجمة جيدة جدًا.

 



ملخص كتاب التربية الذكية
ملخص كتاب التربية الذكية 




    الفكرة الأولى: نظام التربية الذكية.

 معظم الاباء والامهات يشتكون من بعض السلوكيات السيئة لأبنائهم، لهذا علينا أن نوضح الفرق بين سلوك سيء يقوم به الطفل مرة واحدة بشكل عارض، وبين السلوك السيء المتكرر. من الطبيعي جدا أن يسيء الطفل التصرف من وقت لآخر ، بسبب عدم معرفته أو عدم قدرته على التحكم في مشاعره.

 

 لكن ما يهمنا وعلينا تقويمه هو السلوك السيء المتكرر، أي ما يكرره بالرغم من أننا ننبهه ونبين له أنه سلوك سيء، وقد نعاقبه عليه أحيانًا.

 مشكلة كثير من الآباء والأمهات في التربية أنهم لا يتبعون  نظام تربيةٍ واضحٍ ومحدد ومفهوم لأبنائهم،

 رد فعلهم على نفس التصرف من الطفل يختلف من وقت لآخر حسب حالتهم المزاجية أو مقدار الضغط الذي يتعرضون له.

 مشكلة كثير من الآباء والأمهات أيضاً أنهم يضعون قواعد معينة لأبنائهم لكن سرعان ما يتراجعون عنها ويتناسوها،

 أو أن تطبيق هاته  القواعد  يكون غير منتظم.

 الكاتب يضرب مثالًا و يقول: تخيل لو أن الدولة ليس بها قانون واضح يحدد المخالفين من المنضبطين، أو تخيل لو كان هناك قانونٌ لكنه ببساطة لا يطبق بشكل حازم وعلى الجميع، أو أنه يطبق أحيانًا ويتم تجاهله في أحيان أخرى كثيرة. طبيعي أن يكثر المخالفين، بل وحتى المنضبطين مع الوقت سيخالفون القوانين  لما لا تكون هناك عواقب.

 

 المطلوب من المربي وضع نظامٍ واضح محدد ومكتوب للأبناء، بحيث أن الأبناء يعلمون مسبقًا ماذا سيحدث إذا أساءوا السلوك، وهنا يقترح عليك الكتاب نظامًا بسيطا يسمى التربية الزكية، وهذا ما سنشرحه الآن.

 

 خطوات نظام التربية الذكية 

 

 

خطوات نظام التربية الذكية
خطوات نظام التربية الذكية

 

 

 الخطوة الأولى: حدد السلوكيات السيئة.

اكتبوا قائمة بالسلوكيات السيئة المتكررة التي يقوم بها أبناؤكم وترغبون في تقويمها، فإذا كان عمر الطفل من 3 سنوات لثمانية سنوات، فاكتفوا بتسجيل خمس سلوكيات سيئة كحد أقصى، ويفضل لو كان أقل، على سبيل المثال: لو كان سن الطفل 6 سنوات قد تكون السلوكيات السيئة  التي يقوم بها هي:

  •  لا يقوم بجمع ألعابه بعد إنتهاء من اللعب.
  •  الصراخ في وجه أمه.
  • ضرب اخته الصغيرة.
  • يرفض النوم في الوقت المناسب.

 

لو كان عمر الطفل أكبر من 8 سنوات فاكتفوا بتسجيل عشر سلوكيات سيئة كحد أقصى، على سبيل المثال: طفلة في سن 12 قد تكون السلوكيات السيئة لديها هي:

  •  عدم تنظيف غرفتها .
  • الرد على الكبار بسوء أدب.
  •  التهرب من الواجب المنزلي.
  •  عدم الإلتزام بالوقت المحدد لاستخدام الهاتف.
  •  كثرة شكوى المدرسين منها.
  •  تعمد الشجار مع أخيها الأصغر.

 

وهنا يجدر الإنتباه لأمرين مهمين:

 الأول:

 لو كان لطفلك أكتر من خمس سلوكيات سيئة و ترغبين في تعديله، اختاري الأسوأ أو الأكثر إزعاجًا، ولاحقًا بعد ما تتحسن بعض سلوكياته، أضيفي سلوكيات سيئة جديدة ترغبين في تعديلها.

 الثاني:

لو كان طفلكِ مُشخصًا بفرط النشاط وضعف الإنتباه، ففي هاته الحالة عدد السلوكيات السيئة المفروض أن تسجليها هو واحد أو إتنين بحد أقصى، فبطبيعة الحال ستكون قدرته على الإلتزام أقل من باقي الأطفال.

 

 الخطوة الثانية: تحديد وكتابة القواعد.



تحديد وكتابة القواعد
تحديد وكتابة القواعد



بناءًا على السلوكيات السيئة التي حددتها، أكتب مجموعة من القواعد، على سبيل المثال: لو كان السلوك السيء للطفل هو ضرب أخته الصغيرة، فالقاعدة المقابلة يمكن أن تكون (يجب التعامل بلطف مع أختك الصغيرة، وعدم ضربها)، ولو كان السلوك السيء هو التهرب من الواجب، فالقاعدة يمكن أن تكون ( يجب الإنتهاء من عمل الواجب المدرسي قبل الساعة الثامنة مساءًا).

هاته القواعد تكتب بشكلٍ واضحٍ وبخطٍ كبير، وتُعلّق في مكانٍ واضح ليراها الطفل بشكلٍ متكرر: بجوار سريره أو على مكتبه، إذا كان الطفل صغيرا وغير قادرٍ على قراءة القواعد ، يمكن أن نستعين بصورٍ معبرة، و في بداية تطبيق النظام علينا أن نوضح له معنى الصور حتى يتذكرها.

وجود القواعد مكتوبة أمر مهم جدا، لأنه سيوفر عليكم الكثير من النقاش والجدال الذي عادةً ما ينتهي بالتراجع عن كلامكم بسبب قلة طاقتكم أمام إصرار أطفالكم .

 

الخطوة الثالثة: وضع وتحديد العواقب.

حتى يكتمل النظام نحن بحاجة لتحديد مجموعة من العواقب تطبق في حال لم يلتزم الطفل وقام بكسر أي قاعدة من القواعد المكتوبة. 

سنعتمد في العواقب على الحرمان من الإمتيازات والأنشطة المحببة عند الطفل، فالمطلوب أنكم تكتبوا قائمة بمجموعة من الإمتيازات أو الأنشطة المحببة عند أطفالكم.

بالنسبة للأطفال الأقل من 8 سنوات ركزوا على الإمتيازات والأنشطة اليومية، لأن جدول المتابعة الذي سنضعه لاحقا لهاته الفئة سيكون يوميا، على سبيل المثال: اللعب خارج المنزل، مشاهدة شاشة التلفاز، اللعب بالدراجة، تناول الحلوى....

إذا لم تجدوا عدداً كبيراً من الإمتيازات والأنشطة ، ممكن أن نعتبر أي لعبة يحبها الطفل إمتيازًا منفصلًا، نحاول كتابة خمسة امتيازات على الأقل.




بالنسبة للأطفال الأكبر من 8 سنوات، أكتب قائمة الأنشطة والإمتيازات مع ضمِّ بعض النشاطات  الأسبوعية، على سبيل المثال: الخروج مع الأصدقاء في نهاية الأسبوع.

 

 

الخطوة الرابعة: وضع جداول المتابعة.

الجدول هو وسيلة ظاهرة للطفل توضح له العواقب التي ستحدث والإمتيازات التي سيخسرها  لو قام بكسر أي قاعدة من القواعد التي تم تحديدها سابقًا، فبالنسبة للأطفال الأقل من ثماني سنوات سيكون جدولهم يوميًا، وسننشئ جدولًا من 8 خانات ( 5 امتيازات + 3)، نترك الخانات الثلاثة الأولى فارغة، ونبدأ الكتابة ابتداءًا من الخانة الرابعة، ونرتب الامتيازات من الاقل تفضيلا للأكثر تفضيلا،أي أكثر شيء يحبه الطفل هو آخر شيء يحرم منه.


جدول المتابعة للأطفال الأقل من 8 سنوات
جدول المتابعة للأطفال الأقل من 8 سنوات


الفكرة هنا أن الطفل  عندما يسيئ السلوك، ضعوا علامة خطأ على خانة من خانات الجدول بالترتيب، وفكرة الخانات الثلاثة الأولى أننا نسمح للطفل أن يخطئ، وأنه لا يعاقب من أول مرة يسيء فيها السلوك، وهي تنبهه كذلك أنه

 يقترب بسوء سلوكه من حرمانه مما يحب، أي يكون واعيًا بعواقب سلوكياته المستقبلية.

 

الجدول هنا يومي، أي نحرمه في اليوم الذي أخطأ فيه، وترجع اليه امتيازاته في اليوم الموالي، فاعملوا نسخًا كثيرة

 من الجدول، أو تكتبوه على سبورة.

 

أما الأطفال فوق 8 سنوات فنحضر نسخ واحدة من الجدول كل أسبوع، وعند حرمانهم من شيء معين سيكون لباقي

 الأسبوع، وسيكون عدد مرات السماح بالخطأ سبع مرات، أي بمعدل مرة واحدة كل أسبوع، وإذا أخطأ في اليوم أكثر من

 مرة فهذا سيستهلك عدد مرات السماحية.فيكون الجدول كالتالي:

 

 555555555

جدول المتابعة للأطفال الأكبر من 8 سنوات
جدول المتابعة للأطفال الأكبر من 8 سنوات




 الخطوة الخامسة: جلسة أسرية لعرض النظام على أطفالك.


بعد ما قمت بكل الخطوات السابقة حان الوقت لعرض النظام الجديد على أطفالكم، بعد ما تكونوا قد حضرتم قوائم

 القواعد والجداول لكل طفل وعمل اجتماع أسري، يفضل أن يكون في يوم إجازة وأن تكون في مزاجٍ جيد، ويستحب

 تحضير بعض المشروبات والوجبات الخفيفة (السناكس) المحببة للأطفال حتى تغروهم بالجلوس والإستماع،

 وتعطوهم انطباعًا مبدئيًا ايجابيًا عن الجلسة.



هذا سيساعد في تقبلهم للنظام الذي ستطبقونه بغض النظر عن تقبلهم له من عدمه، لو كنت ام وعملت كل الخطوات

 السابقة لوحدك، اعرضيها على زوجك واطلبي منه انه يكون موجودًا وقت الجلسة لان وجوده مهم،حتى نبين للأطفال

 أن هذا أمر متفق عليه من الجميع، وحتى نخلق نوعًا من التناغم والتوافق بينك وبين زوجك في تطبيق النظام، لأن

 أهم عاملٍ لنجاح هذا النظام أنه يطبق بحزم وبدون استثناءات، وإلا هيفقد معناه.



لكن إذا غاب الأب لأي سببٍ خارج إرادتك، فلابأس من توليك لمهمة وستنجحين بحول الله.



 

سنبدأ الجلسة ونخبرهم عن سبب الإجتماع، وهو ملاحظاتنا لبعض السلوكيات السيئة التي تصدر منهم وتتكرر حتى بعد

 ما ننبهكم بها،ونبين أنه قد تم وضع نظامٍ جديد لحل المشكلة، وابدأوا بعرضه عليهم.

 

 اشرحوا لهم القواعد التي من المفروض أن يحافظوا عليها، واشرحوا لهم طريقة عمل جدول للعواقب، وأنه في كل مرة سيخالفون القواعد ستضعون علامة خطأ في إحدى خانات الجدول.

 ولو كان في هاته  الخانة امتياز معين، فهذا يعني أنهم سيحرمون باقي اليوم أو باقي الأسبوع حسب عمر الطفل.

  استمعوا لأراء أطفالكم إذا شاركوكم بأي اقتراح معقول في قائمة القواعد أو الامتيازات، حتى نشعرهم بأهم مشاركون

 في صناعة هذا النظام.




بعدها توجهوا مع كل طفل إلى غرفته وعلقوا القائمة والجدول الخاص به في المكان المناسب، ووضحوا لأبنائكم

  أن العبث بقائمة القواعد أو جدول الإمتيازات ( مثل تمزيقهم القوائم) سيواجه بعقوبة مضاعفة كالحرمان من كل

 الإمتيازات لأسبوع كامل.



 طبعاً لا تتوقعوا أن أبنائكم سيرحبون بالنظام الجديد، لهذا سنقدم مجموعة من النصائح المهمة تسهل تطبيق النظام.

 

 النصيحة الأولى توقع مقاومة شديدة.

الأطفال في الغالب سيرفضون النظام الجديد خصوصًا الأطفال الأكبر سناً، سيحتجونوأن باقي أصحابها لا يعمل

 أهلهم هذا الأمر معهم، أو يعتبرون هذا النظام ظلم لهم،  ستسمعون شكاوى وملاحظات كثيرة، عليكم بالرد عليها

 باختصار .


 يجب أن نوضح لهم بهدوء وابتسامة أن النظام سيطبق على أي حال، المؤلف يقول أنه بعدما شرح هو وزوجته النظام

 لأبناءه، وقال لهم أن النظام سيطبق على أي حال، واحدة من بناته قالت لهم ( هل ترون هاته الابتسامة ؟ قالوا لها : نعم،

 قالت لهم: لن تروها مجدداً). 


لكن هذا لم يمنعهم من تطبيق النظام على أي حال، وقد كانت نتائجه رائعة لاحقاً مع هاته الطفلة بالذات. مقاومة أبناءكم للنظام ستظهر بأكثر من شكل: في شكل عناد، وتعمد كسر القواعد، أو إبداء عدم الإهتمام واللامبالاة ( اعملوا ماتريدون وأنا سأفعل ما أريد).


 

النصيحة التانية: طبق النظام بحزم وهدوء.

أمام مقاومة أبناءكم وعنادهم أو لا مبالاتهم، كل المطلوب منكم هو تطبيق النظام بحزم وهدوء، فالفائدة الرئيسية

 للنظام بالأساس هي تقليل المشاحنات والجدال بينكم وبين أبنائكم.



 في الدول التي يطبق فيها القانون بحزم، لو شخص خالف السرعة المقررة مثلاً، الشرطي يوقفه ويوضح له مخالفته

و يكتبها على الورقة حتى يقوم بدفعها، دون شجار أو غضب، الشرطي لا يعنف الشخص أو يضربه لاعنه خالف

 النظام، هو يطبق العقوبة التي ينص عليها النظام فقط.


هكذا تصرفي مع النظام لما يتعمد أحد أبناءكم كسر قاعدة معينة كنوع من المقاومة، كل المطلوب منكم توضيح 

 القاعدة التي كسرها ونبينها له على الجدول، وعندما يخسر واحدة من الإمتيازات تحرموه منها فعلاً وبدون تردد أو

 تراجع بأي شكل.


 

 

النصيحة الثالثة: توقع أسبوع أول مليء بالمخالفات.

 في الأسبوع الأول سيكسر أبناؤكم القواعد بمعدل كبير، لأكثر من سبب، فالاطفال الصغار سيكسرون القواعد بسبب ضعف فهمهم للنظام، وسيستوعبونه بشكلٍ أكبر بعد الممارسة والتطبيق لمدة أسبوع أو أسبوعين. 




وبالنسبة لابناءكم الأكبر سناً سيقاومون النظام حتى يختبروا مدى جديتكم في تطبيقه النظام، وكما شرحنا سابقا ستطبقون نظامكم على أي حال بحزم وهدوء، أنتم بحاجة   هنا للتحلي ببعض البرود اتجاه استفزازهم المتوقع واختبارهم لردود أفعالكم.




 لو استمر العناد واللامبالاة لم يؤثروا عليكم ( شكل من أشكال الضغط عليكم)، سيلجأ أبناؤكم يتجهوا لكسب التعاطف وتقمص دور الضحية لو خسروا امتيازات معينة، أو قد يحاول أحدهم تحسين سلوكه في أمور أخرى لم تطلبوها منه أصلاً بنية استعادة الإمتياز المفقود. 

من المهم هنا أنكم تثنوا على حسن سلوكه لكن لا تمنحوه الإمتياز المفقود، لأنكم بهءا تكسرون النظام، يمكنكم مكافأته بشيؤ آخر لكن لا تقوموا بإعادة الإمتياز إليه حفاظاً على قوة وجدية النظام، يجب أن ترسخوا بداخلهم أن تطبيق النظام أمر حتمي.

 

 النصيحة الرابعة: قوموا بالثناء على من يلتزم بالنظام.

لاحقا لما أبنائكم يبدأوا يلتزموا بالنزام، قوموا بالثناء عليهم وتقديرهم وإبداء فرحكم وفخركم بحسن سلوكهم، هذا مهم حتى يكون فيه دافع إيجابي نفسي للإلتزام، ولا يكون الأمر قاصراً فقط على الخوف من الحرمان من الإمتيازات.

 

 

 الجميل في الكتاب أنه بعد عرضه للنظام يقدم مجموعة كبيرة من الأسئلة تلقاها من الآباء الذين حاولوا تطبيق النظام ويرد عليها.

 


الفكرة الثانية: إخراج أفضل ما في أبنائكم. 


رؤية الطفل عن نفسه هي أحد أهم العوامل المؤثرة على سلوكياته، فالطفل الذي يرة نفسه شقي سيتصرف كطفل شقي،  و الطفل الذي يرى نفسه مهذب سيتصرف تبعاً للصورة التي هو مؤمن بها عن نفسه، وبالتالي إذا كانت رؤية الطفل عن نفسه إيجابية فسلوكياته ستكون إيجابية، وحتى نعرف كيفية جعل رؤية الطفل عن نفسه إيجابية، فنحن بحاجة لمعرفة كيف تتكون هذه الرؤية من الأساس. 




الطفل يستمد رؤيته عن نفسه من الآخرين: أخواته، أصدقاءه، معلمه، أقاربه الذين يتعامل معهم، لكن يظل المصدر الأساسي والأهم لهاته الرؤية هو الوالدين( الأب و الأم)، وهذا نظراً لقدرهم العظيم في نفس الطفل، الناتج عن رعايتهم واهتمامهم الدائم به.




 لهذا نحذر الآباء والأمهات من استخدام صفات سلبية في وصف أبنائهم أثناء محاولة تربيتهم أو تعليمهم سلوكاً معينا، ومن المؤسف جداً أن الكثير من الآباء يستخدمون صفات مثل: غبي أو فاشل أو كسول أو قليل الأدب في محاولة تقويم أبنائهم، هم يقومون بهذا بحسن نية، ظنا منهم أن هذا سيدفع الطفل ليثبت العكس، لكن الطفل لا يفكر لهاته الطريقة، بل هو يثق في ما يقوله والداه، فإذا وصفته بالغبي فسيصدق ذلك ولن يستوعب شيئا،  ولن يحاول الفهم من الأساس.

 

 نقد الشخصية وسيلة غير فعالة في تعديل السلوك، حتى الشخص الراشد لا يحب نقد شخصيته. فما بالك بالصغار؟ بعض الناس قد يقبل النقد الموجه لعمل من أعماله لتحسينه، لكنه لا يقبل شخصيته.

هناك فرق بين قبول النقد وبين حب النقد، يعني حتى من يقبل النقد في عمل من أعماله هو يحاول بعقله التغلب على المشاعر السلبية التي يشعر بها تجاه النقد، ومن غير المنطقي أن نطالب الأطفال الصغار التصرف بنفس الطريقة ، والتي يعجز عنها الكثير من الكبار.



  عندما يسيء طفلك السلوك نقدك وتقويمك يكون موجها للفعل نفسه وليس لذات الطفل، علينا أن نشرح له أن هذا تصرف خاطئ أو لا يليق، ولا نصفه بصفات سلبية.
 
طبعا لا يكفي أن ننتظر خطاهم حتى نراعي رؤيتهم الإيجابية عن نفسهم، بل من المفروض أن نبادر بتكوين هاته الرؤية الإيجابية،  والهدف كما قلنا أن الطفل الذي تكون رؤيته إيجابية غالباً سيقوم بالسلوكيات التي تتفق مع هاته الرؤية، وبالتالي سلوكه يتحسن بشكل تلقائي. 


 كيف نبادر بزرع الرؤية الإيجابية في ذهن الطفل عن نفسه؟


سنقوم بذلك من خلال الخطوات التالية:

 الخطوة الأولى: نكتب قائمة بالصفات الإيجابية التي نريد أن يؤمن بها أبناؤنا، أي يؤمنوا أنها جزء من شخصيتهم ، على سبيل المثال: الصدق، الإنضباط، تحمل المسؤولية، الذكاء وسعة الحيلة، المثابرة والاصرار، القدرة على التركيز، الانصات الجيد .....

الخطوة الثانية: البحث عن أقل الأدلة لوجود هاته الصفة الحميدة  في أطفالكم، على سبيل المثال: إذا كنتم تريدون أن تزرعوا في ذهن طفلكم أنه شخص مرتب و منظم، فستنتظرون أي مرة ترونه يضع الأشياء في مكانها بعد استخدامها .

 أو إذا كان ابنك المراهق عادة ما يتأخر عن مواعيده ، وتريدون أن تزرعوا في ذهنه أنه شخص منضبط و يحترم المواعيد، ستنتظرون المرة التي يلتزم فيها بالميعاد فعلاً، وتعتبروها دليلا على أنه شخص منضبط. 



 الخطوة الثالثة: أبلغوا طفلكم بناءًا على السلوك الذي قام به بأنكم ترونه مكتسبا لتلك الصفة ، وأنكم تقدرون فيه هذا الأمر، على سبيل المثال:  لو ابنتكم أو ابنكم الذي تريدون زرع صفة تحمل المسؤولية في ذهنه ،  ساعد أمه أو أبه بشيء بسيط طلبه منه، فنخبره أنه بفعله هذا هو  قادر على تحمل المسئولية، وهذا شيء بيسعدنا ويعجبنا فيك. 


هذا المدح سيرته الطفل واقعياً وسيصدقه بقوة، فمدح بلا دليل يجعل الطفل يتجاهل كلامكم ويعتبره استخفافا به، بالخصوص لوكان أكبر من ثمانية سنوات ولديه قدر جيد من الوعي والفهم لمدلولات الكلام.



  

هاته الطريقة على بساطتها غير أن لها مفعولاً سحرياً، فاستعمالها لمرة واحدة قد يؤثر في الطفل مدار عمره، لاحظ نفسك قد تكون متذكرا لموقف معين في طفولتك تم مدحك فيه بشكل معين، وساهم هذا في تنمية الصفات محل المدح، وزاد من تمسكك بها.

 المؤلف يؤكد أنكم لو فعلتم هذا مع طفلكم ثلاث مرات فقط، سيحاول الطفل بشتى الطرق أن يثبت للعالم أنه يتحلى بهاته الصفات،  وأثناء المحاولة قد يجد مدح من آخرين: مدرسين في المدرسة أو زملاء أو مدربين في النادي، فتنموا فيه هاته الصفات بشكل أكبر.


 من الطرق الأخرى التي تساعد في إخراج أفضل ما في الأبناء، هي مدحهم في غير وجودهم، مع التأكد أن الكلام سوف يصلهم، المؤلف وزوجته كانوا بيتعمدوا مدح إحدى بناتهم وهم يتكلمون جانب شباك المطبخ الذي تعلوه غرفة ابنتهم، وصوتهم مسموع لها. 

ممكن أيضاً أن تمدحوا أطفالكم أمام أصدقائهم، على أمل أن يبلغم اصدقائه بمدحكم. 


امدحوهم كذلك أمام الأقارب ( الخالة أو العمة )، واطلبوا منهم أن يبلغوا أبناءكم بما قلتموه عنهم، لكن طبعاً دون اخبارهم أنكم طلبتم منهم ذلك.



وآخر طريقة هي كتابة ماتريد أن تمرره إليه في ورقة صغيرة، وتعليقها في مكان حتى يشاهدها فور استيقاظه.

 وهنا نقطة مهمة في كل النصائح التي ذكرناها، إذ يجب أن تقوموا بها بشكل يحترم ذكاء طفلكم، فابتعدوا عن المبالغة التي تثير شكوك الطفل في كلامكم أو المبالغة الشديدة ، فالطفل عندما يشعر بتغير في طريقة تعامل الوالدين، فإنهم عادة ما يختبرون هذا التغير لكن للأسف، أغلب الآباء يفشلون في هذا الإختبار، والشكل الأشهر لهذا الفشل هو عدم استمرار الآباء في تطبيق الطريقة الجديدة عندما يجدون رداً سلبياً من الأبناء، بالتالي الرجوع للصورة القديمة في التعامل معهم.


كونوا صبورين في تربية أبنائكم واحتسبوا الأجر عند الله سبحانه وتعالى.





الفكرة الثالثة: كيفية حل مشكل الواجبات المدرسية


يتضمن الكتاب أيضاً حلولاً لمشكل حل الواجبات، وهذا يكون حسب رأي الكاتب باتباع الخطوات التالية:

  1. تخصيص وقت محدد لحل الواجبات.
  2. تحديد مكان مخصص لحل الواجب المنزلي.
  3. يجب أن يؤدي الطفل واجباته بنفسه.




قد تصادف أنواعا عديدة لمثل هذا النوع من المشكلات، على سبيل المثال: 
  1. ليس لدي واجب، والحل هنا أن تبدي اهتمامك بواجباته، حتى يهتم هو كذلك ويتحمس.
  2. الواجب صعب للغاية، هنا عليك أن تشرح له المطلوب منه في الواجب، ثم يقوم بحله بنفسه، وقد يكون الهدف من سكوته هاته طلب المزيد من الاهتمام والتعاطف معه.
  3. تأجيل حل الواجب، هنا أخبرهم أنهم محرومون من امتيازاتهم لغاية اكمالهم واجباتهم، وبطريقة متقنة، فإذا وجدت أن طفلك لا يهتم بالطريقة التي يؤدي بها واجباته، فجرب معه الطرق التالية:

  • مراجعة الواجب بشكل يومي.
  • أطلب منه تصحيح ما تم عمله بشكل غير لائق.
  • إعادة العمل حتى تعود له كل امتيازاته، على أن يتم هذا بطريقة مناسبة.

4. لدي موضوع مهم لتسليم مشروع مهم، وعادة ما تكون كلمة غذا موعد التسليم، هنا لا تقدم له أي نوع من المساعدة، واثبت على رأيك حتى يتعلم تعلم المسؤولية.

5. ليست هذه هي الطريقة التي طلب المعلم أن نحل بها، هنا اطلب منه أن يشرح لك طريقة المعلم، وإذا لم يستطع ذلك فاطلب منه الإستعانة بصديقه، هكذا سيعتمد على نفسه.

6. لماذا لا أؤدي واجباتي أمام التلفاز، هذا ممنوع أصلا ، وهو يوحي للطفل أن الواجبات أمر غير مهم.


الفكرة الرابعة: الأخطاء السبعة للوالدين


كما يتضمن كتاب التربية الذكية  7 أخطاء يقوم بها الآباء والأمهات في تربية أبنائهم، وهي كما يلي:

  • عدم الإستفادة من الأخطاء السابقة، وهذا ما يرسخ المشاكل ويعمقها.
  • لا ترفض ثم تغير رأيك بعد ذلك، فهذا يقلل من قيمة قراراتك عند الأطفال.
  • السفر لبعض الأيام وترك المراهقين لوحدهم في المنزل.
  • عدم الإستماع الفعال للأبناء، فهذا يجعلهم يبحثون عمن ينصت لهم.
  • عدم الإصرار على الأبناء للإشتراك في النشاطات المدرسية والإجتماعية، وهذا يعلمهم مهارة العمل الجماعي، وإبعادهم عن المشكلات.
  • عدم مراقبة تصرفات الأطفال ، عليك أن تلفت انتباههم أن من ضمن أدوارك مراقبتهم، ومراقبة تصرفاتهم.
  • الدخول في صراع معهم حول من هو صاحب الكلمة الأخيرة، بالرغم من كون العناد أمر إيجابي في نواحي عديدة، لكن امنح ابنك عدة خيارات ، وقدر تنفيذه لأوامرك.


قدمنا لك ملخص كتاب التربية الذكية ، وهو لا يغنيك طبعًا عن قراءة الكتاب ، فأفكاره جدًا واضحة وعملية وستساعدك في تربية أبناءك وتعديل سوكهم.





google-playkhamsatmostaqltradent